المحتوى الرئيسى

القائم بأعمال السفير الأمريكى: علاقتنا بالقاهرة ممتازة وندرس بعناية إدراج الإخوان كجماعة إرهابية

07/17 23:12

أشاد توماس جولدبرجر، القائم بأعمال سفير الولايات المتحدة الأمريكية بمصر، بالعلاقات المصرية الأمريكية، وأكد فى جلسة مع عدد من الصحفيين والكتاب، موضوعها العلاقات المصرية الأمريكية وسياسات واشنطن فى الشرق الأوسط، أن التعاون ممتاز فى الجوانب الأمنية والعسكرية، كما أن حجم التجارة بين البلدين فى تزايد والعلاقات الثقافية والسياسية مزدهرة، ودلل على ذلك بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لواشنطن فى أبريل الماضى وإجراء مكالمة هاتفية مدتها ساعة مع الرئيس دونالد ترامب فى 4 يوليو الحالى، ناقشا خلالها كثيراً من القضايا التى تهم البلدين. وقال: «واقع الأمر أن واشنطن والقاهرة ينظران إلى التحديات والمشكلات فى المنطقة من نفس المنظور».

وعن العلاقات الاقتصادية، قال جولدبرجر إن الشركات الأمريكية مهتمة جداً بالسوق المصرى الكبير، خصوصاً بعد بدء برنامج الإصلاح الاقتصادى مع صندوق النقد الدولى، الذى تنفذه مصر بنجاح، ما جعل الاقتصاد المصرى ينمو بوتيرة سريعة، والنتيجة أن شركات أمريكية موجودة بالفعل فى السوق، مثل ببيسى كولا وجوجل، تتوسع وشركات جديدة تأتى لمصر لأول مرة. وأشاد بالدعم الذى يلقاه المستثمرون الأمريكان من الحكومة المصرية، التى تتعاون بشكل ممتاز لحل مشاكل الشركات الأمريكية.

وعن قانون الجمعيات الأهلية الذى تمت الموافقة عليه مؤخراً، قال جولدبرجر إن حكومة بلاده تراه «فى الاتجاه الصحيح»، لأنه يمكن منظمات المجتمع المدنى من أداء دورها، «وهو دور حيوى جداً ولا توجد دولة ناجحة يمكن أن تعمل بدون منظمات المجتمع المدنى»، وأوضح أن كل دولة لها طريقتها فى تنظيم عمل هذه الجمعيات «ونحن نحترم ذلك خصوصاً أن القانون الأخير فى مصر قد شارك فى صياغته ممثلون عن هذه الجمعيات»، وأكد أن واشنطن توصلت إلى حلول مع الحكومة المصرية بشأن مواطنيها ممن تعرضوا لمشاكل قانونية منذ عدة سنوات على خلفية عملهم فى منظمات مدنية.

ورداً على سؤال «متى تدرج واشنطن الإخوان على قوائم التنظيمات الإرهابية؟»، قال القائم بأعمال السفير الأمريكى: «لا أحد يستطيع أن يقول إن أمريكا متهاونة أو ليست قوية فى موقفها المناهض من الإرهاب، ونعلم أن مصر عانت ربما أكثر من أى دولة فى العالم من الإرهاب فى السنوات الأخيرة، ونحن نتابع أنشطة هذه الجماعات المختلفة ونحدد مسئوليتها عن الأعمال الإرهابية، ولدينا أجهزة تتابع العملية القانونية وفقاً للقانون الأمريكى، ونحن ندرس بعناية شديدة إمكانية إدراج الإخوان كجماعة إرهابية، ونتعاون مع مصر فى كافة السبل لضرب الإرهاب وتجفيف منابعه».

وعن التحالف الاستراتيجى العربى المعروف إعلامياً بـ«الناتو العربى»، قال إنه تحالف يضم عدداً من الدول الصديقة فى المنطقة، مثل دول الخليج والأردن، ويسعى لتأسيس آلية فعالة للدفاع عن مصالحها، وعبر عن دهشته من الحديث عن انسحاب مصر من هذا التحالف، مضيفاً «لأنه لا يوجد اتفاق نهائى حتى يمكن أن نقول إن مصر أو دولاً أخرى قد انسحبت منه... الأمر كله ما زال قيد المفاوضات والتنسيق».

وقال القائم بأعمال السفير الأمريكى بالقاهرة إن مياه النيل بالغة الأهمية لمصر، وبالتالى مخاوفها مفهومة من أى مشاريع يمكن أن تؤثر سلباً على تدفق مياه النيل، ونحن نتفهم أيضاً حاجة إثيوبيا كدولة فقيرة إلى إقامة سدود، لكن رؤيتنا أنه يمكن الوصول إلى صيغة بين إثيوبيا ومصر والسودان حول سد النهضة لا تضر بمصر كدولة مصب.

وعبر عن تفاؤله باكتشافات الغاز المتلاحقة مؤخراً فى مصر ما يمكن القاهرة من تصدير الفائض عن احتياجاتها، وأكد حماس واشنطن «لمنتدى غاز البحر المتوسط»، الذى يتخذ من القاهرة مقراً له ويضم كل دول شرق المتوسط المنتجة للغاز.

وعن توقعاته لمستقبل العلاقات بين البلدين فى حال فوز مرشح آخر بالرئاسة الأمريكية العام المقبل على حساب ترامب، قال جولدبرجر: «لا أعلم ماذا يمكن أن يحدث، فأمريكا بلد ذات نظام سياسى منفتح جداً، لكن ما أعلمه أن البلدين تجمعهما مصالح مشتركة كثيرة».

ونفى «جولدبرجر» وجود خلافات جوهرية مع مصر فى الملف السورى، خصوصاً حول الرئيس بشار الأسد، وقال: «لأن مصر لا تدعم الأسد ولكن تدعم خيارات الشعب السورى وهو نفس موقف واشنطن التى تدعم اختيارات السوريين من خلال عملية سياسية»، مضيفاً أن واشنطن والقاهرة تتفقان أيضاً فى رؤاهما فى الملفين السودانى والليبى، فكلتاهما ترغبان فى تهدئة التوتر والانتقال السلمى للسلطة فى السودان، وأن الحل السياسى وليس العسكرى هو المسار السليم فى ليبيا حتى يصل الليبيون لتشكيل حكومة تمثل كل الليبيين.

وعن التناقض بين اتهام ترامب لقطر فى عام 2017 بتمويل الإرهاب ثم استقباله مؤخراً أميرها الشيخ تميم بن حمد، وهل هذا طمعاً فى الغاز والأموال القطرية أو نتيجة نجاح حملات العلاقات العامة التى تمولها الدوحة لتحسين صورتها، قال «جولدبرجر»: المسألة ليس لها علاقة لها بالمال، وأمريكا ليست فى حاجة للغاز القطرى، ولا يوجد تغير أو تناقض، فقد اتخذت قطر بعض الخطوات لتغيير سلوكها بشأن تمويلها جماعات إرهابية، ربما لا تكون مرضية بالقدر الكافى، والمطلوب منها وقف هذا التمويل نهائياً.

أما عن دور حملات العلاقات العامة، فقد أكد أن كثيراً من دول العالم تقوم بهذه الحملات lobbying والقانون الأمريكى ينظم هذا الأمر.

وعن تطورات أزمة واشنطن من ناحية وإيران وتركيا من ناحية أخرى وتأثيرهما على مصر، قال جولدبرجر إن إيران بلد لديها طموحات نووية وتمثل خطراً على المنطقة كلها وتسعى لهز استقرار جيرانها كما هو حادث فى سوريا وليبيا واليمن، وأمريكا لن تسمح لها بهذا، أما تركيا فبلد حليف رغم وجود خلافات حول بعض القضايا، منها إصرار أنقرة على التنقيب على الغاز فى المياه الإقليمية لقبرص وهو ما حذرنا تركيا منه، بالإضافة لشراء منظومة صواريخ روسية، الأمر الذى قد يستوجب فرض عقوبات عليها وفقاً للقانون الأمريكى الذى يحظر شراء الأسلحة الروسية، لكنه استدرك أن تطورات الملفين لا علاقة لهما بمصر.

وعن خطة السلام الأمريكية المعروفة إعلامياً بصفقة القرن، قال جولدبرجر إن ترامب منذ دخوله البيت الأبيض التزم بالوصول لتسوية للقضية الفلسطينية، رغم المشاكل القائمة دون حلول منذ عقود، وأكد أن هذه الخطة أحاطها كثير من الأخبار الكاذبة وغير الدقيقة، منها مثلاً أن المصريين سيعطون جزءاً من سيناء للفلسطينيين، وهذا غير صحيح بالمرة، وليس صحيحاً أيضاً أن المشروعات الاقتصادية المقترحة فى سيناء هى لخدمة الفلسطينيين بل لخدمة الاقتصاد المصرى، والهدف منها إظهار ما يمكن أن تستفيد منه كل دول المنطقة ومنها مصر، إذا تحقق السلام.

ورفض الدبلوماسى الأمريكى وصف الجانب الاقتصادى للخطة الذى عرض فى مؤتمر البحرين مؤخراً بـ«الرشوة»، موضحاً «الأصل فى الخطة الأمريكية هو التسوية السياسية التى ستحقق طموحات الفلسطينيين والأمن لإسرائيل، وهذه الخطة مفصلة فى 60 صفحة، وفيها مقترحات سترضى أطرافاً وتغضب أطرافاً أخرى، وعلينا أن ننتظر حتى يحدد الرئيس موعد الكشف عنها حتى نقرأها بعناية ونحكم عليها».

وأوضح أن من وضع الخطة فريق صغير يتراوح عدده بين 10 إلى 20 شخصاً يعملون مع الرئيس الأمريكى ويتمتعون بخبرات كبيرة فى سياسات المنطقة. ولفت إلى أن دور أمريكا ليس فرض حلول على أطراف الصراع.

ورداً على سؤال حول مدى جدوى وفاعلية السياسة الأمريكية التى تكتفى بالتهديد والوعيد دون أن تحقق شيئاً على أرض الواقع فى ملفات المنطقة المختلفة، قال جولدبرجر إن هذا غير صحيح، فلدى واشنطن تصورات وسياسات فعالة، فلديها على سبيل المثال خطة واضحة لاحتواء الخطر الإيرانى.

وتابع «نحن نؤكد عدم رغبتنا فى الدخول فى حرب معها ونسعى للتحاور معهم ولكننا لن نسمح لهم بامتلاك أسلحة نووية وتهديد جيرانهم ونمارس الضغوط الاقتصادية عليهم حتى يستجيبوا»، وتابع: نأمل ألا تكون أمريكا هى اللاعب الوحيد الذى تعتمد عليه المنطقة لحسم كل أزمة، إذ يجب أن يتشارك الجميع فى ذلك ولذلك نسعى لتأسيس الناتو العربى.

وعن الكيل بمكيالين فيما يتعلق بخطر السلاح النووى، فتتم محاصرة إيران التى تطمح لاقتناء السلاح فيما يتم غض الطرف عن إسرائيل التى تمتلكه بالفعل، قال القائم بأعمال السفير الأمريكى إن «إسرائيل وإيران حالتان مختلفتان تماماً، فإسرائيل لم تهدد أياً من جيرانها وليس لها سياسة عدوانية فى المنطقة، على عكس إيران ثم إن إسرائيل لم تعلن أبداً عن امتلاكها لسلاح نووى».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل