المحتوى الرئيسى

الروائي الليبي أحمد الفيتوري لـ"العين الإخبارية": جدتي بئر كل الحكايات

07/15 20:27

قال الشاعر الليبي أحمد الفيتوري إن الأدباء الليبيين عاشوا في ظروف صعبة منذ الانقلاب العسكري في عام 1969، لكنهم نالوا حريتهم بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي، فأصبح المشهد الثقافي أكثر وضوحا وتنوعا.

وأوضح الفيتوري في حواره مع "العين الإخبارية" أنه مدين بما أنجزه في السرد لجدته صاحبة التأثير القوي على تجربته.

والفيتوري من الأسماء المؤثرة في المشهد الثقافي الليبي منذ سنوات، ولديه الكثير من التفاصيل عن الأحداث التي مرت بها ليبيا في العقود الأربعة الأخيرة، وهو من مواليد مدينة بنغازي 21 أغسطس/آب 1955م، وعمل بالصحافة منذ عام 1974 بصحيفتي "الجهاد" و"الفجر الجديد".

وكان سكرتير تحرير جريدة "الأسبوع الثقافي" في عام 1978، والتي كان يرأس تحريرها عبدالرحمن شلقم، وزُج به في السجن بين عامي 1978 و1988 بتهمة الانتماء لحزب ماركسي لينيني. وعقب خروجه من السجن في عام 1989م دعاه معمر القذافي للمُشاركة في تأسيس مجلة "لا"، لكنه لم يستمر في العمل بالمجلة غير شهور.

 وله العديد من الإصدارات؛ منها في النقد، مثل "مبتدأ في الفكر والثقافة" و"المنسي في الطين". أما في الرواية، فصدر له "سيرة بني غازي"، "سريب"، و"بيض النساء". أما في الشعر فصدر له "دعاء الفيتوري"، "قصيدة حب متأبية"، والذئبة تعوي في السرير الخاوي، كما أصدر كتابا "نوري الكيخيا المناضل الباهي الليبي" و"محمد الفقيه صالح قصيدة طرابلس الغرب" اللذان أصدرهما بالقاهرة، حيث يقيم الكاتب حاليا.

 ماذا أعطتك الكتابة حتى الآن؟ وهل هي جديرة بالتضحية على حساب أمور حياتية؟

ما شدني إلى عالم الكتابة وإبداعه هو علاقتي مع الجدة التي كانت حكّاءة وهي بطلة روائية بشكل كامل، لأن الثقافة الشفهية والإبداع الشفهي يأتيان عن طريق الجدة، وهي مكون أساسي لكل البشر وليس المبدعين، فلا بد أن أُشيد بهذه الساردة التي تعلمت منها القصة والرواية وحب القراءة وليس مجرد الاطلاع.

ولقد منحتني الكتابة بقدر ما منحتها، فلقد كنت أكتب دون توق للنجاح ولا أنتظر الجزاء ودون أي تنازل عن حقوق، وكنت أكتب كي أحيا وليس كي أعيش فحسب، وعن حياتي لم أنتظر جائزة. ولم أعش حياتي موظفا قط، ودائما كانت الكتابة هي كينونتي.

المشهد الثقافي الليبي يشهد نشاطا واضحا في جانب الشعر والرواية وحضور للكتابة النسائية، وأعتقد الظروف السياسية الحالية في ليبيا لم تؤثر تأثيرا سلبياً كما يظن البعض لسببين؛ الأول أن الأدباء الليبيين عاشوا في ظروف صعبة منذ الانقلاب العسكري في عام 1969، لكن بعد ثورة 17 فبراير التي أطاحت بالقذافي أصبح الكتاب أكثر حرية وقولا عن السابق، وهذا أعطى إيجابية للمشهد الأدبي، وصار أكثر وضوحا واستطاع المبدعون التعبير عن أنفسهم بحرية.

 شرعت في كتابة هذه الرواية عام 2010 ثم قامت الثورة فتوقفت عنها واستكملتها في القاهرة بمصر عام 2016م، والرواية تضم 3 نصوص روائية بداخلها، الأولى غير الثانية والثالثة، وفي العامين الماضيين كنت موجودا بالقاهرة وأكملتها وأردت كتابة رواية إضافية للرواية السابقة، والروايات الثلاث عوالم مختلفة.

الرواية ليست تأريخا وليست سيرة، لكن من الممكن أن تكون سيرة الروائي البئر الأولى التي يغترف منها حتى ولو كان يكتب رواية تاريخية أو علمية، وروايتي "ألف داحس وليلة غبراء" تتناول السجن ولا أعتبرها رواية تسجيلية، ورغم أنها تتناول حقبة ما بعد النفط في المنطقة العربية وليبيا خاصة، لكنها لا تهتم بالتاريخ قدر انشغالها بالواقع الروائي، وحين أكتب فيها عن السجن لا أكتب سيرتي ولكن أستفيد منها وليس أكثر.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل