المحتوى الرئيسى

الرمال بين مافيات التهريب والصناعة الألمانية

06/21 02:05

فيما يخال الناس أن الرمل والتراب هو أرخص ما موجود على سطح الأرض، فإن السوق تكشف عن شيء آخر، إذ يقدر برنامج الأمم المتحدة للبيئة حجم تجارة الرمال بما يتراوح بين 40 إلى 50 مليار طن سنويا. ويوجد في ألمانيا، نقص في الرمال. فرغم وجود احتياطي كبير منه، إلا أنه موجود في المحميات الطبيعية، أو تحت مناطق مأهولة أو صناعية، أو طرق و خطوط سكك حديدية.

ماذا عن رمال الصحراء؟ هي أدق حجماً من المطلوب، ولا تتمتع بقوة تماسك تكفي لخلطها في صناعة الخرسانة، حيث أن رياح الصحراء تَحُف رمالها، مما يجعل الدول التي تمتلك صحراء، تضطر نفسها لاستيراد أطنان من الرمال.

اكتشف مسبار كيريوسيتي الموجود على سطح المريخ أحجارا وكثبانا رملية شبيهة بتلك الموجودة على الأرض. وبعد أن حللت "ناسا" هذه الأحجار تبين أنها تعود إلى أكثر من ثلاثة مليارات عام. (02.07.2016)

في ظل الارتفاع المستمر لمنسوب مياه نهر الراين، بدأ سكان المدن الواقعة على مجراه إلى وضع أكياس الرمل وأزالة المياه من الأقبية، فيما توقفت حركة الملاحة والنقل الرئيسية. (07.01.2018)

لذلك طورت شركة مولتي كون الصغيرة في مدينة ميونخ الألمانية، تقنية، لجعل الرمال الناعمة صالحة لاستخدامها في صناعة الخرسانة. تقوم فكرة هذه التقنية على طحن الرمال، وتكثيفها مع بعضها إلى حبيبات أكبر، من خلال الدوران السريع على أطباق تحبيب، حسبما أوضح المدير الفني للشركة، هلموت روزن لوشر. ثم يتم خلط هذه الحبيبات المستخلصة من رمال الصحراء، مع طينة إسمنتية باستخدام خلاط فائق السرعة. يقول روزن لوشر، مشيرا لهذه التقنية: "حاجة دول الشرق الأوسط لها هائلة"، مشيرا إلى أنه باع هذه الآلات في دبي ومصر، وبدأ اتصالاته في الأردن والسعودية والكويت، لتسويق التقنية.

إرسال Facebook Twitter google+ Whatsapp Tumblr Digg Newsvine stumble linkedin

وتتعاون شركة مولتي كون، في هذه التقنية، مع شركة هافر أند بوكر، المنتجة للآلات في مدينة "أولده Oelde" في غربي ألمانيا، ربما ساعدت هذه الطريقة يوما ما في الحد من الاستخراج غير المشروع للرمال، "حيث يتم نحت الأنهار ومناطق الدلتا والشواطئ، وتزدهر عصابات الرمال"، وفقا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.

ففي المغرب، مثلا، حفر مهربو رمال جزء من أحد الشواطئ، إلى مستوى عميق جدا، ولم يتركوا في هذا الجزء سوى الصخور، وهو ما يصعب تطوير السياحة في مثل هذه الشواطئ، ويزيد من مخاطر التعرض لفيضانات. عن ذلك يقول روزين لوشر: "لا تستطيع مافيات الرمال العمل إلا في ظل عدم توفر الرمال المطلوبة لصناعة الخرسانة".

وليست شركة مولتي كون الشركة الوحيدة التي تعكف على تطوير طرق لتصنيع الرمال، حيث طور رجل الأعمال غيرهارد دوست، بمدينة تورينغن الألمانية، نظاما لصب قوالب طوب بالرمال وبقايا مواد البناء، "والأمر يسير مثل مكعبات الليغو". تستخدم شركة دوست في سبيل ذلك راتينج البوليستر كمادة رابطة، لصناعة خرسانة البوليمر من الرمال ونفايات البناء، "وهو أشد صلابة من الرخام، ويتماسك في 20 دقيقة"، حسب دوست، مشيرا إلى إمكانية استخدام رمال الصحراء أيضا، في صناعة هذه الخرسانة.

م.م/ ع.ج (د ب أ)

يقضي الأطفال ساعات طويلة لبناء قلاع جميلة من الرمال على شاطئ البحر. وعند غروب الشمس على أبعد تقدير تأتي الأمواج فتجرفها. ولحسن الحظ الرمال كثيرة عند الشواطئ، حتى يستطيع الأطفال في اليوم التالي بناء قلاع أكبر وأكثر جمالا.

أجمل البنايات الرملية موجودة في بلجيكا، فهي الأفضل عالميا في هذا الفن وبفارق كبير. وعلى سواحل بحر الشمال تقام منذ سنوات مهرجانات للأشكال الرملية. هنا مثلا في "أوستند" صنعت أشكال وببنيت قلاع مستوحاة من مدينة الألعاب الشهيرة "ديزني لاند".

وفي "أوستند" صنعت من الرمال لوحة لـ"إلسا"، ملكة الجليد. وقام 30 فنانا من 12 بلدا بتكليف من مؤسسة ديزني باستخدام الرمال لصناعة نحو 150 شكلا من عالم الرسوم المتحركة، وينتظر أن تصمد أمام الرياح والطقس حتى شهر سبتمبر/ أيلول.

باستخدام "الملاوق" وخراطيم المياه يجري تشكيل أدق التفاصيل في الأشكال الرملية. وباستخدام الرمال والمياه تتحول تلك الأشكال إلى كتل صلبة. ويمكن تكديسها بجوار بعضها لتعطي أبعادا رائعة، لدرجة توحي للبعض أن بإمكانه الدخول فيها.

وبجانب بلجيكا، هناك دول أخري منبهرة بهذا الفن. فمعرض الأشكال الرملية على شاطئ فرانكستون بأستراليا أصبح من التقاليد هناك. وكان شعار المعرض في عام 2013 هو "تحت البحر"، ونرى هنا في الوسط "بوسيدون" إله البحار عند قدامي اليونانيين.

ويتعجب كثيرون بشأن كيفية الحفاظ على القلاع والتماثيل الرملية لفترات طويلة، مثل هؤلاء الزوار لمهرجان التماثيل الرملية في روشاخ بسويسرا. هنا تستخدم ماكينات خاصة لضغط الرمال لتصبح شبيهة بالحجر الرملي، ثم يتم النحت فيها باحتراس.

يؤثر الطقس بقوة في الأشكال الرملية مثلما حدث لمهرجان الرور في "فيتن" بألمانيا، الذي نظم مرتين فقط عام 2007، و2008. في الأولى هبت عاصفة ثلجية وفي الثانية كان القيظ. وفي المرتين لم يكن الطقس مناسبا للزائرين للاستمتاع ببناء القلاع.

في اليابان يجري مرة سنويا حفر وبناء الأشكال في الرمال، فاليابانيون يهتمون كثيرا بهذا الفن. وأقيم عام 2006 في مدينة "توتوري" أكبر متحف للأشكال الرملية في العالم. كما أن هنالك مهرجانا للتماثيل والأشكال الرملية يقام سنويا على شاطئ أشيا.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل