المحتوى الرئيسى

بعد عملة "ليبرا" هل يتحول فيسبوك إلى امبراطورية رقمية؟

06/21 02:05

لا ندري إن كانت شارات الإبهام المرفوع أو الوجه الغاضب أو الحزين أو الضاحك أو المتعجب أو القلب الأحمر المحب في ايموجيات فيسبوك الشهيرة ستتحول إلى وحدات ليبرا على فيسبوك، لاسيما أنّ هناك حسابات كبرى يصل عدد متابعيها إلى ملايين؟

الإعلان الذي صدرعن فيسبوك هذا الأسبوع حول عزمه إطلاق عملة مشفرة باسم "ليبرا" يسجل أحدث تطور ضمن جهود الشركة للتوسع خارج قطاع التواصل الاجتماعي ودخول مجالات التجارة الإلكترونية والمدفوعات العالمية.

بالرغم من فضائح كشف البيانات والخصوصية التي أصابت الموقع الاجتماعي فيسبوك، إلا أنه قدم بيانات مالية جيدة للربع الأول من السنة، ما أثار دهشة الخبراء. مع ذلك هناك من يلقي اللوم على الموقع في تصاعد الخطاب الشعبوي. (29.04.2019)

من الناحية الاقتصادية، وتمهيدا لهذا المشروع العملاق، فقد تحالف فيسبوك مع 28 شريكا في إطار كيان مقره جنيف يدعى "رابطة ليبرا"، التي ستشرف على العملة الرقمية الجديدة المقرر إطلاقها في النصف الأول من 2020، وفقا لمواد تسويقية ومقابلات مع مسؤولين تنفيذيين.

محفظة "مصرف كالبيرا" تهديد لكل مصارف العالم؟

أنشأت فيسبوك أيضا وحدة (مصرفاً) تحت اسم "كاليبرا"، ستطرح محافظ رقمية لحفظ وحدات ليبرا وتحويلها وإنفاقها توضع لدى كل متعامل بهذه العملة، وهكذا سيكون مصرفا بمليارات الحسابات الشخصية. وسيجري ربط كاليبرا بمنصتي تراسل فيسبوك: ماسنجر وواتساب، اللتين تضمان أكثر من مليار مستخدم.

تضع الشركة التي مقرها مينلو بارك، كاليفورنيا آمالا عظيمة على ليبرا، لكن المخاوف المتعلقة بخصوصية المستهلك والحواجز التنظيمية قد تنطوي على عقبات كبيرة. ويأمل فيسبوك ألا يقتصر استخدام العملة على المعاملات بين المستهلكين والشركات القائمة في أنحاء العالم، بل أن تتيح أيضا للمستهلكين غير المشمولين بالخدمات المصرفية فرصة الاستفادة من الخدمات المالية للمرة الأولى.

تطبيق كاليبرا للحسابات المالية الافتراضية

"الحرية والعدالة والمال" تقابلها انتقادات!

وقال ديفيد ماركوس، المسؤول التنفيذي السابق في "باي بال Paypal" الذي يرأس مشروع عملة فيسبوك الجديدة، إن الاسم "ليبرا" مستوحى من وحدة موازين رومانية وبرج الميزان الفلكي - رمز العدالة - وكلمة "حرية" باللغة الفرنسية، موضحاً "الحرية والعدالة والمال، هذا بالضبط هو ما نحاول القيام به هنا".

وتعالت أصوات ناقدة للمشروع في فرنسا وألمانيا، فالنائب عن حزب الخضر في ألمانيا دانيال باياز اعتبر أن ما قام به فيسبوك سيشكل ضغوطاً على المصارف المركزية عبر العالم، وعلى منظمي الشؤون المالية بما يجبرهم على الدخول بشكل واسع عالم النقد الرقمي. وذهب إلى القول" سيشمل هذا أسئلة حول إصدار العملات، وقيم تبادل العملات، علاوة على خلقه صعوبات كبرى أمام جهود مكافحة غسيل الأموال، وسيخلق مشكلات في آليات حماية المستهلك والمستثمر".

اذا نجحت خطة عملاق الفضاء الأزرق، فسيكون بوسع مستخدمي تطبيق فيسبوك التسوق الإلكتروني بتداول عملة ليبرا، وليس بتداول العملات الدولية كما يجري الآن، وهو ما يعني تغيرا في ميزان العملة عبر التاريخ. فالنقود على مدى التاريخ كانت وثائق ووحدات تبادل لتقييم الأشياء تصدر عن الدول حصرا، وفجأة في الألفية الثالثة ستكسر مؤسسة مارك زوكيربيرغ هذا الاحتكار، وتنشر عملة افتراضية وليست ورقية أو معدنية أو ذهبية لتقييم وبيع وشراء الأشياء. والأخطر من كل ذلك، أنّ كل هذا سيجري في قنوات يملكها فيسبوك، وهي مسنجر وواتسآب وانستغرام. وهو بهذا مشروع مغلق، وهذا بعينه ما تتخوف منه أوساط دولية عدة.

تفاؤل واسع إزاء مساحة مخاوف كبرى!

دادي دكاش الخبيرة في الإعلام الرقمي والأمن السايبري، تحدثت من بيروت إلى DW عربية مؤكدة أنّ التسويق سيتحسن بشكل كبير بهذه الخطوة "أنا كمعلنة، أنظر إلى الجانب الإيجابي في هذا الأمر، فمن يُعلن على فيسبوك يجب أن يكون لديه حساب مصرفي، وهناك عملات تذهب لتغطية التعاقدات التي تتم بين المشتري والبائع، علاوة على عمولات الإعلان وعمولات النقل وعمولات فرعية أخرى، وكل هذا يعني أموالا تذهب إلى المصارف، أما بإصدار ليبرا، فسيكون الدفع مرة واحدة داخل فيسبوك، وهذا سيقلص إلى حد كبير من مستوى الفائدة الخارجية".

لكن المخاوف من فكرة الأخ الأكبر الذي يفعل كل شيء ويراقب كل شيء ويشرف على كل أفعالنا والذي طالما تحدثت عنه قصص الخيال العلمي باتت أقرب للحقيقة بإطلاق هذا المشروع، وهو خوف مبرر سينتاب كثيرين، حتى تتبلور علاقة العالم بعملة "ليبرا" ومصارف "كاليبرا" الجديدة التي سيكون لديها فروع عند كل مشترك له حساب بهذه العملة.

ملهم الملائكة /  رويترز ، DW

مكتب الحفر والنقش والطبع يعتبر أكبر مصنع لصناعة العملة الأمريكية الدولار في الولايات المتحدة. مدخله يتميز بضخامة أعمدته وبلونه الفاتح يوحي بأنه قلعة حصينة.

كل ركن من أركان المطبعة يذكرك بأن الحكم هنا للمال فقط. حتى الساعة الضخمة على الحائط مزخرفة بأوراق الدولار النقدية.

سلامة العمال تأخذ أولوية مطلقة: كل ماكنة مزودة بمجس أو زر أحمر يمكن به إيقاف الماكنة عن العمل.

الماكنة تعد وتصف وتجمع كل 100 ورقة نقدية معا. وكل 10 مجموعات نقدية من 100 ورقة يتم كبسها في كيس بلاستيكي. أحد العمال يضع الأوراق النقدية بقيمة 20000 دولار فوق ناقلة آلية مع إظهار الرقم التسلسلي وقيمة الأوراق لتوضع في النهاية على عربة تدفع إلى أمام. وتبقى الأوراق النقدية دون أي قيمة تذكر إذا لم يتم نقلها إلى البنك المركزي ليطلق ارقامها التسلسلية وتكون عند ذاك أوارقاً ذات قيمة نقدية.

السخرية من الذات جنبا إلى جنب مع روح الوطنية. في كل مكان من المطبعة ترى العمل الأمريكي بارزا للعيان. اللوحة الضوئية بألوان العلم الأمريكي تقرأ "نحن نصنع النقود بالطريقة التقليدية، نحن نطبعها"

توضع الأوراق غير المطبوعة داخل مطبعة الأوفسيت. وعندما تبدأ عملية الطبع، فإن الضجيج الناجم عن ذلك يصم الأذان.

في يوم زيارتنا يتم طبع الورقة النقدية فئة 20 دولار، كل صفحة تطبع 32 ورقة نقدية فئة 20 دولار. وعند طبع 10000 صفحة تكون الحصيلة 6.4 مليون دولار.

تعمل المطبعة بثلاثة الوان على صفحتي العملة الأمامية والخلفية. وجيمس ساثيرلاند رئيس وجبة عمل وهو مسؤول عن انتاج الجزء الأول من طبع الأوراق النقدية في المطبعة.

اللون الأخضر من أهم العلامات الفارقة والآمنة القديمة لعملة الدولار. أما وصفة اللون الأخضر للدولار فتبقى سرا محميا من قبل مكتب حماية الابتكارات العلمية. لكن أد ماجيا يعرف السر. فهو يعمل من أجل ضمان نجاح عملية التلوين. ماكنته تستطيع أن تطبع قرابة 10000 صفحة كبيرة مع ضجيج لا يحتمل.

يزور المطبعة سنويا قرابة مليون شخص، ويمرون بممر تحت رقابة أمنية مشددة إلى داخل المطبعة لتفقد عملية الانتاج. لكن الزوار لا يستطيعون مراقبة صناعة العلامات السرية مثل الإشارة المائية على الأوراق النقدية أو الخط المعدني على الأوراق. وبذلك تضمن سرية التفاصيل في هذه العملية .

بعد الطبع تحتاج الأوراق النقدية ثلاثة أيام لكي تجف تماما. ولهذا الغرض يتم وضعها في خزانة كبيرة. وتنتج المطبعة يومياً ما قيمته 560 مليون دولار. أما قيمة تكاليف انتاج الأوراق النقدية فتكون عند حدود 3.6سنتاً للدولار الواحد.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل