المحتوى الرئيسى

قصص وحكايات من السجلات| 25 ألف جنيه ميزانية بطولة 59 بمصر.. وهجوم مسلح يحرم توجو من المشاركة

06/20 08:53

"أهداف، وركلات ترجيح، وهجوم مسلح، وطائرة خاصة، وغياب نجوم، وسحب تنظيم"، كل تلك الأمور شاهدة على وقائع وقصص درامية لا تنسى، مرتبطة بتاريخ بطولات أمم أفريقيا منذ أول نسخة عام 1957 حتى النسخة الحالية المقرر أن تستضيفها مصر.

وتزينت الملاعب المصرية الستة: استاد القاهرة والدفاع الجوى والسلام والإسكندرية والإسماعيلية والسويس، استعداداً لاستضافة العرس الأفريقى خلال الفترة من 21 يونيو حتى 19 يوليو المقبل، وتم تجهيز تلك الملاعب فى وقت قياسى بعد قرار الاتحاد الأفريقى بسحب تنظيم البطولة من الكاميرون، نظراً لعدم جاهزية الإنشاءات هناك، ودخلت مصر فى منافسة مع جنوب أفريقيا للحصول على شرف تنظيم البطولة وثأرت مصر من خسارة ملف استضافة مونديال 2010 واكتسح الملف المصرى التصويت لاستضافة «كان 2019» بـ16 صوتاً مقابل صوت واحد فقط لجنوب أفريقيا.

حكايات سحب التنظيم فى بطولات أمم أفريقيا ليست الأولى من نوعها خلال نسخة عام 2019 ولكن كانت زامبيا الضحية الأولى، حيث كان من المفترض أن تستضيف زامبيا النسخة الـ16 من البطولة فى عام 1988، إلا أنها قررت الانسحاب فى ديسمبر 1986 بسبب أزمات مالية، ليبدأ الاتحاد الأفريقى لكرة القدم رحلة البحث عن بديل لاستضافة البطولة، وأسند مسئولو «كاف» تنظيم البطولة للجزائر، ولكن فى فبراير 1987 قرر سحب تنظيم البطولة من الجزائر أيضاً، بسبب الخلافات حول مباراة مع تونس فى دورة الألعاب الأفريقية بعد مشاركة لاعبين غير محترفين، وفى نهاية الأمر استقر الاتحاد الأفريقى على أن تنظم المغرب البطولة، التى انطلقت فى الفترة من 13 إلى 27 مارس بمشاركة 8 منتخبات مقسمة على مجموعتين، وكانت البطولة صاحبة رقم قياسى سلبى فى تاريخ كأس الأمم، حيث كانت الأقل فى متوسط عدد الأهداف للمباراة الواحدة بين كل النسخ، وتساوى كل من لخضر بلومى وروجيه ميلا وعبدالله تراورى وجمال عبدالحميد فى لقب هداف البطولة فى النهاية برصيد هدفين لكل لاعب.

ومن أبرز الحكايات الدرامية المرتبطة ببطولات أمم أفريقيا دارت أحداثها فى 8 يناير 2010، حينما تعرضت حافلة المنتخب التوجولى للاعتداء من قبَل مسلحين مجهولين بينما كانت فى طريقها من خلال محافظة كابيندا الأنجولية لنهائيات كأس أمم أفريقيا، وبمجرد عبور الحافلة للحدود من جمهورية الكونغو فى محافظة كابيندا الأنجولية التهمت نيران الأسلحة الحافلة لتسفر عن إصابات عديدة ومقتل ثلاثة أشخاص، لتعلن بعدها جماعة متمردة تدعى قوى تحرير كابيندا مسئوليتها عن الهجوم على حافلة منتخب توجو ووعدت باستمرار الهجمات رغم انطلاق البطولة، وقال رودريجس مينجاس، الأمين العام للجبهة، فى اتصال هاتفى مع وكالة فرانس برس: نحن فى حالة حرب وكل الضربات مسموحة، على حد تعبيره وقتها.

ووجه «مينجاس» اللوم إلى الاتحاد الأفريقى لكرة القدم، برئاسة الكاميرونى عيسى حياتو وقتها، على قراره بإقامة سبع مباريات من البطولة الأفريقية فى كابيندا، وانسحب المنتخب التوجولى بعد تلك الواقعة من البطولة استجابة لدعوة رئيس البلاد ورئيس الوزراء.

ورغم أن لاعبى فريق توجو كانوا يريدون المشاركة فى البطولة إكراماً لضحايا الحادث، فإن حكومة توجو أمرت لاعبيها بالعودة إلى ديارهم للمشاركة فى حداد وطنى بالبلاد على مدى ثلاثة أيام، حتى إن نجم منتخب توجو إيمانويل أديبايور صرح وقتها للصحفيين: «علينا أن نؤبن موتانا.. وسنعود إلى بلادنا للقيام بذلك».

ومن المفارقات المرتبطة بحكايات بطولات أمم أفريقيا الميزانيات المرصودة لتنظيم البطولة، ففى بطولة 1959 التى أقيمت بالقاهرة بلغت ميزانية البطولة 25 ألف جنيه وقتها واستمرت البطولة لمدة أسبوع كامل من 22 مايو إلى 29 من نفس الشهر على ملعب مختار التتش بالجزيرة وفازت مصر على السودان 2/1 فى الدقيقة الأخيرة وحصدت اللقب، فيما تصل ميزانية البطولة نسخة 2019 إلى ملايين الجنيهات فى إشارة إلى عوامل الزمن التى تغيرت.

ودخل «كان» عالم التغطية التليفزيونية لبطولات أمم أفريقيا بداية من بطولة السودان عام 1970، حيث فاز أصحاب الأرض بها على حساب النجوم السوداء غانا بهدف دون رد، ومن طرائف هذه البطولة إحراز اللاعب الإيفوارى لوران بوكو ثمانية أهداف بالبطولة.

وكانت الغزارة التهديفية شعار بطولة عام 1974 التى أقيمت بالقاهرة وحصد لقبها منتخب زائير بعد تغلبه على زامبيا بهدفين دون رد فى المباراة النهائية، وشهدت تلك البطولة طابعاً هجومياً وتم تسجيل فيها 54 هدفاً فى 17 مباراة، وعاد لاعبو منتخب زائير بالكأس على متن طائرة رئيس بلادهم فى ذلك الوقت موبوتو سيسيكو.

وعلى النقيض كان الوضع ببطولة أمم أفريقيا التى استضافتها مصر عام 1986 وتميزت بقلة الأهداف حيث تم تسجيل 30 هدفاً فقط وفى المباراة النهائية بين مصر والكاميرون انتهى الوقتان الأصلى والإضافى بالتعادل السلبى وحسم الفراعنة الفوز باللقب عن طريق ركلات الترجيح من نقطة الجزاء.

وفى نسخة 90 التى أقيمت بالجزائر شارك منتخبنا الوطنى بالفريق الثانى، نظراً لاستعداد المنتخب الأول وقتها للمشاركة ببطولة كأس العالم 90 بإيطاليا، وحصد لقب تلك النسخة أصحاب الأرض بعد الفوز على نيجيريا فى الافتتاح بخمسة أهداف مقابل هدف، والتفوق عليهم مجدداً بالمباراة النهائية بهدف دون رد.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل