المحتوى الرئيسى

رحيل منتهى محمد رحيم ... علامة مسرح الطفل الفارقة

07/03 12:11

3افلام من انتاج المؤسسه العامه للسينما السوريه بوهران

اسرائيليون يتحركون ضد قرارات بمقاطعه مسارح عربيه

الواجهه وعواصف احتفاء بمئويه يوسف عز الدين عيسى

لما كانت الرقابه تعتبر يوليسيس جيمس جويس ادباً فاحشاً

بغداد: رحلت عن الدنيا المخرجه المسرحيه العراقيه المعروفه منتهي محمد رحيم،الرائده في مسرح الطفل العراقي وزوجه الفنان حمودي الحارثي، بعد صراع طويل مع المرض في مستشفي مدينه لايدن الهولنديه .

    والمخرجه الفنانه منتهي محمد رحيم، التي لا يمكن لاحد ان يذكر مسرح الطفل دون ان يحضر اسمها بقوه ويشار اليها بالتميز والابداع والمهاره،اهتمت بشكل خاص بمسرح الطفل منذ بداياتها اواسط السبعينيات وبعد تخرجها من كليه الفنون الجميله، علي الرغم من تجاربها مع مسرح الكبار، وقد تخرج من بين يديها العديد من الفنانين الذين اخذوا مكانتهم في الفن العراقي بعد ان احتضنتهم في مسرح الطفل الذي نجحت فيه وكانت احدي علاماته الفنيه الشاخصه عراقيا وعربيا، وبقيت في الساحه الفنيه تعمل بجهود واضحه وحققت من خلال مسرح الطفل نجاحا كبيرا،وقد عانت الراحله كثيرا لاسيما في التسعينيات بعد لجوء زوجها الحارثي الي اوربا وحين داهمها المرض الذي كان قاسيا عليها ومحالات التضييق عليها حيث غابت عن الاعلام وممارسه الاعمال الفنيه، لكنها التحقت بزوجها الفنان حمودي الحارثي في هولندا  عام 2002 بعد ان امضت سنه واحده في سوريه، وكانت طوال اكثر من عشر سنوات عاطله عن العمل بسبب عدم توفر الامكانات الخاصه بمسرح الطفل والمرض وغائبه عن الوسط الفني مجبره، وعادت الي بغداد عام 2009 بعد غياب لسبع سنوات في الغربه وطلبت اعاده تعيينها لكن دائرتها السينما والمسرح رفضت اعادتها مثلما اعادت المفصولين الذين يشبهون حالتها، وهي التي مشهود لها بالمثابره وكونها المخرجه الوحيده للاطفال وقد نالت الماجستير بدراسه مهمه  عن مسرح الطفل،فعادت ادراجها الي هولندا كئيبه محبطه .

     كان اخر عمل لها  للكبار سنه 1989 بعنوان (الاشواك) للكاتب الكبير محي الدين زنكنه، قدمته في مسرح الرشيد وعرض في مهرجان المسرح العربي الذي اقيم انذاك في بغداد، وحاز العمل علي خمس جوائز: افضل نص وافضل ممثله اولي (ليلى محمد) وافضل ممثل ثاني(رضا ذياب) والاناره والتاليف المسرحي، اما  اخر عمل للاطفال فكان عام 1987 وهو (مملكه النحل) تاليف الراحل جبار صبري العطيه، وابتعدت عن مسرح الطفل بسبب (التمويل الذاتي) الذي اتبعته دائره السينما والمسرح وشمل مسرح الطفل الذي تقول عنه (من المفروض ان تكون الجهه المنتجه هي الدوله لانه خطر وتوجهه صعب وانتاجه كبير ومسرف وعندما تحول الي التمويل الذاتي بدات المؤسسه تسعي لجلب منتجين للاعمال، والدائره تاخذ نسبه منه، والمنتج هنا يريد اعمالا تحقق ارباحا، مسرح الطفل لابد ان يتخلي عن هذه الصفه لانه تربوي وترفيهي بالدرجه الاولي ويتخلي عن التجاره وان لا تكون سعر التذكره بهكذا مبلغ او ان ياتي بارباح).

      وقدمت منتهي محمد رحيم مسرحيات عديده للاطفال منها : (بدر البدور وحروف النور) التي كتبها الكاتب المصري رؤوف سعيد، ومثلت العراق في المهرجان الدولي لمسرح الاطفال الذي اقيم في ليبيا عام 1979، و مسرحيه البنجره الصغيره عام 1980 للفرقه القوميه للتمثيل من ترجمه واعداد الدكتور فائق الحكيم واخراج منتهي محمد رحيم وقدمت علي مسرح الرشيد،  و (رحله الصغير وسفره المصير) 1981 التي اعدها قاسم محمد عن قصه قصيره لسومرست موم ( الامير السعيد ).

    ليس هنالك من قول يقال عنها وينصفها كما قال الكاتب جاسم المطير :سمعتها تتكلم ذات يوم بعد تخرجها من اكاديميه الفنون الجميله انها تهدف لتحويل حلمها المسرحي الي فردوس مسرحي، فقررت ان تحرك ادواتها المسرحيه في ظرف صعب لتحريك القوي المسرحيه العامله في حدود ما يسمي بـ(مسرح الطفل) والمساهمه مع مبدعين اخرين في تاسيسه وتطوير اقامته في العراق.كان المسرح حلم البدايه لدي الفنانه منتهي،كان مسرح الطفل حين انهت دراستها في اكاديميه الفنون يستهوي كل خواطرها، حالمه ان تريح افكارها وترضيها علي خشبه مسرحيه تطرب الاطفال وتعلمهم.

   واضاف: ظلت المخرجه منتهي محمد رحيم تحمل قدرتها علي مواصله العمل. خبرت نفسها بنفسها لتمشي بقيه حياتها المسرحيه حول (مسرح الطفل) لكن يدها وعقلها حُسرا عن العمل في هذا الطريق حين كبحها مرض اشتد عليها في تسعينات القرن الماضي بعد ان توقفت عن النشاط المسرحي العراقي الذي صار مرذولا، سطحيا، مريضا بهوس منقبض بالتجاره وفيها، حين بسط الحس التجاري والسقوط التهريجي، فصارت اعمال تلك الحقبه غيظا في روحها فتوقفت عن العمل مثلما توقف زوجها حمودي الحارثي عن افعال الكوميديا التي وجدها منحرفه عن غاياتها .

 وتابع :ثم وقع شر المرض اللعين علي جبهه المخرجه منتهي محمد رحيم، صابره، سنين بعد سنين، علي مضض العقاقير اليوميه مما اضطر الجراح العراقي اللامع الدكتور عبد الهادي الخليلي ان يرهف سمعه لنداء قراره السريع الجريء باجراء عمليه جراحيه معقده ودقيقه في باطن دماغها كي يعيدها الي وهج الحياه، لكن المرض منذ ذلك الحين وحتي الان، لم يترك لها فرص السمو بما يحقق اهدافها واحلامها بمسرح الطفل.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل