المحتوى الرئيسى

اوباما يرجئ الضربة العسكرية ويعطي فرصة للدبلوماسية في سوريا

09/11 06:38

اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء ان الوقت ما زال مبكرا لمعرفه ما اذا كانت الخطه الروسية لضمان امن الاسلحه الكيميائيه السورية يمكن ان تجنب هذا البلد ضربه عسكريه اميركيه، لكنه تعهد باعطاء الدبلوماسيه فرصه مع ابقاء "الضغط" العسكري.

وقدم اوباما في خطاب الي الامه اوضح رد عرضه حتي الان علي هجوم بالاسلحه الكيميائيه استهدف مدنيين الشهر الماضي في ريف دمشق، بعد عده ايام من الدبلوماسيه المتردده والرسائل المتناقضه التي صدرت عن ادارته.

وقال متوجها الي الاميركيين الذين سئموا الحملات العسكريه الداميه في الخارج، انه لا يمكنهم الاكتفاء بتحويل انظارهم فيما يتم قتل مدنيين واطفال ابرياء بالغازات السامه في هجوم القي بمسؤوليته علي نظام الرئيس السوري بشار الأسد، سواء لاسباب تتعلق بالامن القومي او بالمبادئ الاخلاقيه.

وقال اوباما في كلمته التي استغرقت 16 دقيقه "ان مشاهد هذه المجزره مثيره للاشمئزاز: رجال، نساء واطفال ممددين في صفوف، قتلوا بالغازات السامه، اخرون تخرج الرغوه من افواههم يحاولون التقاط انفاسهم، والد يحمل اطفاله القتلي ويتوسل اليهم ان ينهضوا ويسيروا".

وتعهد اوباما بابقاء القوات الاميركيه في مواقعها قباله السواحل السوريه لابقاء الضغط علي نظام الاسد فيما تتواصل المساعي الدبلوماسيه.

وقد يكون هذا التحذير الحازم موجها ايضا الي روسيا للتاكيد علي ان الولايات المتحده لن تقبل بتكتيك يهدف الي المماطله او بدبلوماسيه طويله الامد يعتبر البعض انها ستكون نتيجه محتومه لمبادره موسكو.

وتحدث اوباما عبر التلفزيون الوطني من "القاعه الشرقيه" (ايست روم) بعدما عدل خطابه في اللحظه الاخيره علي ضوء الخطه الروسيه المستجده والقاضيه بوضع ترسانه الاسلحه الكيميائيه السوريه تحت اشراف دولي لاتلافها.

وقال اوباما متوجها الي الاميركيين من القاعه ذاتها التي اعلن منها لمواطنيه مقتل اسامة بن لادن في عمليه نفذتها وحده كوماندوس اميركيه في ايار/مايو 2011، انه "من المبكر القول ما اذا كان هذا الطرح سيكلل بالنجاح، وعلي اي اتفاق ان يتحقق من التزام نظام الاسد بتعهداته".

وتابع "لكن هذه المبادره يمكن ان تؤدي الي ازاله خطر الاسلحه الكيميائيه بدون اللجوء الي القوه خصوصا وان روسيا هي من اقوي حلفاء الاسد".

وقال انه سيرسل وزير الخارجية جون كيري الي جنيف لبحث المساله مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الخميس.

كما تعهد بالعمل شخصيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تتسم علاقته معه بالفتور في ظل تراجع العلاقات بين البلدين الي ادني مستوياتها منذ الحرب الباردة.

واكد اوباما الذي يتهمه منتقدوه ب"الضعف" اخذين عليه عدم تدخله في النزاع الجاري في سوريا منذ سنتين ونصف السنه، ان هذا الاختراق الدبلوماسي ليس سوي نتيجه للتهديد باستخدام القوه.

والاقتراح الروسي في حال نجح سيمنح الرئيس فرصه للخروج من مازق سياسي خطير يواجهه اذ قد يضطر الي الي اصدار امر بشن ضربه عسكريه علي سوريا بدون موافقه الكونغرس ولا تاييد الراي العام الاميركي ولا حتي دعم حلفاء اساسيين مثل بريطانيا والامم المتحدة.

واكد اوباما انه من غير المطروح الا ترد أميركا علي الهجوم بالاسلحه الكيميائيه الذي وقع في 21 اب/اغسطس بالقرب من دمشق واودي بحياه اكثر من 1400 شخص بحسب واشنطن.

وقال "حين يرتكب دكتاتوريون فظاعات، يعولون علي ان العالم سيحول انظاره في الاتجاه الاخر، الي ان تمحي هذه المشاهد المروعه من الذاكره".

وتابع "لكن هذه الامور حصلت، الوقائع لا يمكن انكارها. المساله الان هي ماذا تعتزم الولايات المتحدة الأميركية والاسره الدوليه ان تفعل حيال هذا الامر".

واكد "ان ما حصل لهؤلاء الاطفال ليس انتهاكا للقوانين الدوليه فحسب، بل انه يشكل خطرا علي امننا ايضا".

واوضح اوباما انه يدرك ان الاميركيين سئموا كلفه النزاعات في الخارج بعد حربي افغانستان والعراق، مؤكدا انه اكثر اهتماما بانهاء حروب منه بفتح حروب جديده.

لكنه لفت الي انه اذا لم تتحرك اميركا، فان الاسلحه الكيميائيه قد تستخدم مجددا في انتهاك فاضح للقوانين الدوليه.

وطلب من الاميركيين ان يشاهدوا اشرطه الفيديو المروعه للهجوم في ريف دمشق.

ووسط الغموض الذي يحيط بحجم اي تدخل عسكري اميركي، حذر من ان النظام السوري سيدفع الثمن غاليا في حال استخدمت القوه العسكريه الاميركيه ضده.

وقال اوباما "ان القوات الاميركيه لا تقوم بعمليات صغري. حتي ضربه محدوده ستوجه رساله الي الاسد لا يمكن لاي بلد اخر توجيهها".

واذ لفت الي انه "لا اعتقد ان علينا الاطاحه بدكتاتور جديد بالقوه"، قال ان "ضربه محدوده يمكن ان تجعل الاسد او اي دكتاتور اخر يفكر مليا قبل استخدام أسلحة كيميائية".

كذلك اوضح اوباما انه طلب من الكونغرس ارجاء التصويت علي طلبه للسماح باستخدام القوه العسكريه في سوريا، لاعطاء فرصه للدبلوماسيه.

وفي مؤشر اضافي الي ان القوات الاميركيه لن تشن ضربات جويه في المدي القريب، اكد اوباما انه لن يتم استخدام القوه الي ان يصدر مفتشو الامم المتحده تقريرهم حول وقائع هجوم 21 اب/اغسطس.

وظل انصار التحرك العسكري ومعارضوه في الكونغرس علي مواقفهم بعد خطاب اوباما، لكنهم اجمعوا علي تاييد قراره بتقصي السبل الدبلوماسيه قبل اي عملية عسكرية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل