أهم استراتيجيات التحوط في الاستثمار بالأسهم الأمريكية

أهم استراتيجيات التحوط في الاستثمار بالأسهم الأمريكية

 

عند الرغبة في الاستثمار بامريكا من خلال تداول الأسهم الأمريكية يجب أن تكون مستعدُا لهذا السوق الغني بالأصول المالية الضخمة والمتنوعة للغاية، والتي تشهد تقلبات مستمرة بسبب المنافسة القوية الموجودة في هذا السوق، لهذا لابد من معرفة أهم استراتيجيات التحوط التي ستساعدك على احتراف مجال التداول.

 

التحوط هي استراتيجية الهدف من ورائها تقليل المخاطر المالية التي قد يتعرض لها المتداول أثناء إبرام تداولاته وهذا بأكبر قدر ممكن، ويتم ذلك عبر مجموعة من الطرق سنشاركها معكم فيما يلي من خلال التعرف على أهم استراتيجيات التحوط في الاستثمار من خلال منصات الأسهم الأمريكية، فأكمل القراءة إذا كنت مهتم.

ما هو التحوط ؟

قبل أن تتعرف على الاستراتيجيات يجب أن تفهم ما هو التحوط بحد ذاته، والتحوط  (Hedging) هو اتخاذ موقف بهدف التعويض عن المخاطر التي قد تحدث بفعل تقلبات الأسعار في المستقبل، وهو من أكثر الأساليب التي يتم اعتمادها في المعاملات المالية فليس المتداولين فقط هما من يهتمون بالتحوط ولكن أيضًا الشركات والمؤسسات الاستثمارية تقوم بالتحوط في معاملاتها المالية.

 

بالنسبة للمتداولين في سوق الأسهم الأمريكية فإن الهدف من التحوط هو تقليل أو تعويض المخاطر التي يمكن أن يتعرضون لها في الأسواق المالية وحماية المستثمرين من تقلبات السوق هذا بالإضافة إلى تقديم وسيلة فعالة لتعزيز الاستقرار في المحفظة المالية الخاصة بالمتداولين.

أهم استراتيجيات التحوط في الاستثمار بالأسهم الأمريكية

بما أننا تعرفنا على مفهوم التحوط دعونا نتعرف على أهم استراتيجيات التحوط الناجحة عند الاستثمار بالأسهم الأمريكية، والتي تتمثل في التالي.

التنويع في المحفظة الاستثمارية 

بالرغم من أنها ليس استراتيجية بالمعنى الصريح ولكن في المجمل يمكن اعتبارها من أهم استراتيجيات التحوط التي يجب على كافة المستثمرين الإلتزام بها مهما كانت طبيعة الأصول التي يتداولون عليها في سوق الأسهم الأمريكية هو تنويع المحفظة الاستثمارية الخاصة بهم، وهذا عن طريق توزيع الاستثمارات عبر مختلف الأصول والقطاعات بهدف تقليل المخاطر، وبالتالي تحقيق التوازن بين التحوط والعائد المتوقع، بدلًا من اقتصار المحفظة المالية على أصل مالي واحد، وعندما ينقلب السوق بشكل معاكس يخسر المتداول كامل أمواله، فيمكننا اعتبار تنويع المحفظة المالية الاستثمارية هو جزء مهم من إدارة المخاطر في التداول.

خيارات البيع  (Put Options) والشراء (Call Options)

استراتيجية اخرى فعالة من استراتيجيات التحوط في الاستثمار بالأسهم الأمريكية وهي الاعتماد على خيارات البيع والشراء، وتتمثل في التالي.

 

خيارات البيع/ هي خيارات تعطي حق وليس التزامًا لحاملها بيع أصل معين مثل (الأسهم، السلع، العملات) بسعر محدد (السعر الإضراب أو سعر التنفيذ) وهذا خلال فترة زمنية محددة.  إذا كان سعر الأصل أقل من سعر التنفيذ في نهاية فترة الاستحقاق، يمكن لحامل الخيار أن يستفيد من فرق السعر. يُستخدم شراء خيارات البيع عادةً للتحوط من انخفاض سعر الأصل.

 

خيارات الشراء/ هي خيارات تمنح حق (وليس التزامًا) لحاملها لشراء أصل معين بسعر محدد خلال فترة زمنية محددة.  إذا كان سعر الأصل أعلى من سعر التنفيذ في نهاية فترة الاستحقاق، يستفيد حامل الخيار من فرق السعر. يُستخدم شراء خيارات الشراء عادةً للتحوط من ارتفاع سعر الأصل.

تداول الأزواج 

هي استراتيجية تحوط يتم استخدامها لتقليل الخسائر بشكل كبير، وتتضمن اتخاذ مراكز طويلة وقصيرة في آن واحد في سهمين مترابطين، وهذا من أجل الاستفادة من الأداء النسبي للسهمين، وبالتالي تقليل التعرض للمخاطر التي قد يشهدها السوق بشكل عام. 

مثال 

عندما يشتري المستثمر أسهم في قطاع ما، ويقوم في نفس الوقت باختيار أسهم أخرى منافسة في نفس القطاع أو الصناعة، ويجب أن يكون للسهمين علاقة تاريخية وقوية ببعض، ومن هنا تأتي الاستفادة من التقلبات السعرية التي يشهدها الأصلين ومن أجل تنفيذ هذه الاستراتيجية يجب التالي. 

 

• اختيار زوج من الأصول للتداول عليها، ويجب أن يكون لدى هذان الزوجان علاقة تاريخية ببعض، حيث يجب اختيار أسهم في نفس القطاع أو الصناعة.
• تحليل العلاقة التاريخية، وهذا من خلال الاعتماد على أدوات التحليل الفني والأساسي من أجل تحديد الفارق الزمني الطبيعي بين أسعارهما.
• تحديد نقاط الدخول والخروج، بناءً على التحليل الفني والأساسي الذي قمت به، قم بتحديد نقاط الدخول والخروج المناسبة، فعلى سبيل المثال، قد تقوم بالشراء عندما يكون الفارق الزمني أدنى من المتوسط التاريخي، وتقوم بالبيع عندما يكون أعلى.
• إدارة المخاطر، قم بتحديد مستويات وقف الخسارة بناءً على تحليل المخاطر. يُفضل تحديد نسبة صغيرة من رأس المال لكل صفقة.
• مراقبة الأداء، في النهاية قم بمتابعة أداء الزوج على مدار الوقت، وإذا اقتضت الحاجة إلى تعديل الاستراتيجية الخاصة بك لا تتردد في ذلك.

 

في المجمل تطلب استراتيجية تداول الأزواج فهمًا قويًا للسوق والتحليل الفني، ويجب أن يتم تنفيذها بحذر وتحت إشراف مستمر.

العقود الآجلة 

هي استراتيجية تحوط كثيرًا ما يتم استخدامها من قبل المتداولين بالرغم من أنها إجراء تم تحريمه بإجماع الفقهاء وهذا نظرًا لكونها ليست بيع حقيقي، ولا شراء حقيقي ولا يجري فيها التقابض بين طرفي العقد، وفيها يبيع البائع ما لا يملكه من سندات أسهم أو عملات على أمل شرائها من السوق وتسليمها للمشتري في الموعد دون أن يقبض الثمن عند العقد، ويتوالى تكرار هذه الآلية بين المتداولين بحيث يبيع المتداولين ما لا يملكونه لأخرين والآخرين يبيعوه لأخرين، وهكذا إلى أن تنتهي الصفقة إلى المشتري الأخير، والذي يريد حينها أن يستلم المبيع من البائع الأول الذي بالأساس كان قد باعه بدون أن يملكه، أو حتى يحاسب على فرق السعر في موعد التنفيذ أو كما يعرف باسم يوم التصفية، لهذا الأمر هنا أشبه بالمقامرة، لهذا فهو حرام شرعًا.

 

في النهاية، تحديد أفضل استراتيجيات التحوط في الاستثمار بالأسهم الأمريكية تعتمد بشكل أساسي على الأهداف والتفضيلات المحددة، لذا من الأفضل استخدام الحساب التجريبي قبل التداول بأموال حقيقية من أجل فهم ديناميكية الأسهم بشكل عميق من أجل الحد من المخاطر بأكبر قدر ممكن.